خلفيات الدعم الغربي لإسرائيل في ضوء العدوان على غزَّة

1 مدة القراءة

إعداد | الدكتور ناصر زيدان*:

تهدف هذه الدراسة الإضاءة على خلفية مواقف غالبية الدول الغربية اتجاه القضية الفسلطينية عموماً، وفي خصَّ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزَّة بشكل خاص، وهي مواقف لا يمكن تبريرها وفقاً لمحددات القوانيين الدولية ذات الصلة، وهي لا تعتمد على معايير واحدة، بحيث تتعاطى مع الخطر – او التهديد – الذي قد يطال مواطني “دولة إسرائيل” الغاصبة، على شاكلة مختلفة عن التعاطي مع الموطنيين الفلسطينيين الذين شرِّدوا من أرضهم، وأغتصبت إسرائيل كيانهم الموروث منذ مئات السنيين.
ولعلَّى الأكثر أهمية في الدراسة؛ هو الولوج ما أمكن ببعض الخلفيات الميثولوجية، او العقائدية لهذه المواقف الغربية، بإعتبار أن قرينة “مصالح الدول” التي تحرِّك سياستها الخارجية غير موجودة أحياناً، لأن المنافع التجارية والمالية التي تجنيها هذه الدول من جراء تبادلاتها مع الدول العربية التي تربطها صلة الأخوة مع الفلسطينيين؛ أكثر بكثير من قيمة المنافع التي تأتي لهذه للغرب من تبادلاتها مع”إسرائيل” مما يُثير تساؤلات، ويبعت على الشكوك.

أولاً: في تأكيد الواقع العربي لفلسطين.
تؤكد مراجع تاريخية متعددة، أن فلسطين كانت أرض كنعانية تعيش فيها شعوب متفرعة عن العماليق منذ ما قبل 3000 سنة، وهؤلاء لهم جذور عربية بصرف النظر عن توزُعهم الجغرافي، او الجهوي، والذي امتدَّ على كل مساحة بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين والجزيرة العربية ووادي النيل. واستمرَّت العربية في تلك البقعة الجغرافية الهامة من العالم على امتداد الحقبات اللاحقة، بما في ذلك حقبة خروج العبرانيين من مصر، ومن ثمَّ الحقبة الرومانية والبيزنطية الذين حاولا الغاء معالم العربية بالكامل، ومن بعد ذلك خلال الفتوحات العربية والإسلامية، وفي الفترات التي حكم فيها الأيوبيون والفاطميون والمماليك والعثمانيون، وإبان فترة الإستعمار الغربي منذ ما بعد الحرب العالمية الأولى التي بدأت في العام 1914.
عندما دخل المتمردون التركمان الناوكية مدينة القدس عام 1073م، انتفظت الخلافة الفاطمية التي كانت صاحبة البيت في فلسطين، لأن للقدس رمزية ترتكز اليها الخلافة. وعندما أعلن هؤلاء المتمردون الناوكية ولاءهم للعباسيين لحمايتهم من الفاطميين، تلقى الخليفة العباسي في بغداد الخبر بالفرح والإستبشار، ورفع مكانة التركمان الناوكية، لأن العباسيين يعتبرون ايضاً أن للقدس رمزية عربية وإسلامية تعطي مشروعية لمن يتولىَّ شؤونها من المسلمين. وهذا يؤكد على مكانة فلسطين، ومدينة القدس على وجه التحديد عند كل الدول الإسلامية والعربية التي توالت على حكم المنطقة.

 

* كاتب | استاذ في الجامعة اللبنانية

المصدر | مجلة القرار للبحوث العلمية | العدد الرابع | المجلد الثاني | السنة الأولى | نيسان (ابريل) 2024 | شوال 1445

ElQarar https://www.elqarar.com

مجلة القرار® للبحوث العلمية المحكّمة
ElQarar® Journal for Refereed Scientific Research

المزيد للمؤلف

ربما يعجبك أيضاً

+ لا توجد تعليقات

أضف لك