واصل المحامي والنائب السابق، الأمين العام للاتحاد العام للكتّاب الفلسطينيين – الكرمل 48، سعيد نفّاع ردّه على الأبواق المحرّضة على العرب الدروز في أراضي 48، وهذه المرة بالارقام والبراهين.
نفّاع فتح النقاش حول التجنيد الإجباري المفروض على أبناء طائفة الموحدين الدروز، بشكل ملزم غير طوعي، كاشفاً لمعلومات وأرقام ومعطيات تشير بشكل صريح وواضح الى حجم الرفض الدرزي للتجنيد المفروض من قبل الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي تبرهنه بالأدلة الوقفة الثالثة لنفّاع “مع أكثر من %50 من الملزمين بالخدمة من الدروز الذين لا يتجنّدون”.
ويوضح نفّاع أن عدد الدروز عام 1948م كان 13,172 نسمة من فلسطينيّي البقاء ال 156,000 نسمة، أي %8.4. وعددهم اليوم 123,000 نسمة، أي ما يعادل %7. (الرقم الذي تتداوله وسائل الإعلام، 150,000 يشمل 27,000 هم سكّان الجولان السوريّين والذين لا يسري عليهم قانون التجنيد الإجباري كون غالبيّتهم الساحقة لا يحملون الجنسيّة الإسرائيليّة، وهذا الرقم استعملته الصحافيّة شيرين يونس ابنة “هالبلاد” القريبة من المصادر والوقائع في المجلّة أعلاه، كما ينقل عنها.
حيث تكتب الصحافيّة في مقالها أعلاه أنّ نسبة المجنّدين من أبناء الطائفة نحو %80 ويُستشفّ من الصياغة وكأنّ مصدرها “الباحث الحقوقيّ” مرزوق الحلبي مع أنّي أستبعد ذلك وأعزوه إلى سوء في النصّ. بغضّ النظر، هذا القول عمى بصر وبصيرة يحتار المرء كيف “يبلعه”. فمن أين لها أو له هذا الرقم؟! اللّهم إلّا إذا كانت مصادرهما الأبواق الدرزيّة من أزلام المؤسّسة وبعض الصحافيّين الببغاويّين عربًا ويهودًا، والحديث دائماً لنفّاع، الذي يعقّب بالقول: زميل الصحافيّة يونس الصحافي وديع عواودة بحكم موقعه محرّرا حينها لجريدة “حديث الناس”، نقل عام 2009 عن مؤتمر هرتسليّا للشؤون الاستراتيجيّة في دورته الثامنة بحثًا حول ميزان المناعة القوميّة في إسرائيل الآتي:
“المصادر العسكريّة رفضت بشكل منهجيّ وما زالت الإفصاح عن معطيات في هذا الشأن (نسبة التجنيد عند الدروز) في حين أنها تفصح عن معطيات بين اليهود والتي حسبها وصلت نسبة الشباب اليهود المتهربين من الخدمة 28.5% والشابات 44%.”
ويتابع عواودة: خلص المؤتمر إلى أن هنالك تراجعاً في ميزان المناعة القوميّة والوطنيّة الإسرائيليّة في إسرائيل بشكل عام، وفيما يخص العرب الدروز خلص إلى:
“وردا على سؤال كم تحب إسرائيل وتفتخر بها انخفضت علامة المواطنين العرب الدروز بحسب ميزان المناعة القوميّة من 2.4 نقطة من 6 نقاط عام 2007 إلى 1.4 نقطة من 6 في العام 2008 بينما كانت عام 2003م 4.9 نقطة. ويقول القيّمون أن وطنيّة (الإسرائيليّة) الدروز انخفضت لأدنى معدلاتها منذ بدء الاستطلاعات عام 1990.
وينوه أولئك أن نسبة المتجندين الدروز تنخفض لأقل من 50% من مجمل الملزمين بالخدمة العسكريّة محذرين من مخاطر فقدانهم وخسارتهم”.
ويضيف: المناعة القوميّة، هي مصطلح يعني قدرة الأفراد والمجتمع ضمن صراع متواصل على مواجهة تحديات ومخاطر والاحتفاظ والتشبث بمعتقدات ومفاهيم أساسيّة تبني، مجتمعة، نسيجهم الاجتماعي الجماعيّ، وهو معطى متغيّر ويمكن قياسه باستطلاعات وأبحاث.
الوطنيّة الإسرائيليّة: لها مركبات عديدة منها الفخر بالانتماء واعتبار العيش بالدولة جيدا وابتياع منتوجات وطنيّة والاستعداد للتضحية.”
فإذا كان هذا هو الوضع عام 2009 وقبل قانون القوميّة، فلك أن تتخيّل، قارئي العزيز، ما هو الوضع اليوم؟!
الوقفة الرابعة… مع 63.9% من الدروز ضدّ التجنيد الإجباري!
وتحت هذا العنوان الكبير الذي يعكس مدى الرفض الدرزي للتجنيد، كنب نفّاع:
“افتتح في قاعة “هيخت” في جامعة حيفا يوما دراسيا تحت عنوان “الدروز في إسرائيل قضايا مركزيّة ونظرة مستقبليّة” دعت إليه الجامعة والمركز اليهودي العربي ومركز التعدديّة الثقافيّة وبمشاركة الجمعيّة لدعم الديموقراطيّة في الوسط العربي.
جاء الافتتاح بعرض نتائج استطلاع هو الأول من نوعه قام به قسم الاستشارة والاستطلاعات في الجامعة لصالح مركز التعددية الحضاريّة والدراسات التربويّة في الجامعة.
المسؤولية العلمية على الاستطلاع هي للبروفيسور ماجد الحاج نائب رئيس وعميد قسم الأبحاث في الجامعة ود. نهاد علي قسم علم الاجتماع والانتروبولوجيا في الجامعة، وقام البروفيسور حاج والدكتور عليّ بعرض نتائج الاستطلاع في الجلسة، والتي شارك فيها بمداخلات كل من رئيس الجامعة البروفيسور أهرون بن زئيف والسيد صالح فارس رئيس منتدى السلطات المحليّة والبروفيسور فيصل عزايزة رئيس المركز اليهودي في الجامعة والبروفيسور قيس فرو قسم الشرق الأوسط.
هذا الاستطلاع أُقيم في شهري أيار وحزيران عام 2008، بحيث تم الاتصال ب405 مواطنين دروز من 18 قرية ومدينة درزية.
نتائج الاستطلاع كانت مثيرة للغاية، وجاءت على النحو التالي:
47.8% من المشاركين في الاستطلاع قالوا ان العلاقة بين الدروز وبين الدولة غير جيدة بالمرة، أو غير جيدة.
73.2% من المشاركين قالوا ان وضع الدروز في اسرائيل أسوأ من وضع سائر العرب في الدولة (46.7% قالوا ان الوضع غير مختلف و26.5% قالوا ان الوضع أسوأ).
و83.3% قالوا ان وضع الدروز أسوأ بكثير نسبة لوضع اليهود.
عندما سئل المشاركون عن الأسباب الرئيسية التي أدّت للمشاكل في العلاقات بين الدروز والسلطة، عددوا أربعة مركبات هامة، وهي:
مصادرة الأراضي، البطالة، الخرائط الهيكلية وأحداث البقيعة (الصدّام الدموي مع الشرطة أواخر عام 2007).
90.1% من المشتركين قالوا إن مصادرة الاراضي تؤثر سلبًا على العلاقات، 75.2% تحدثوا عن تأثير البطالة، 70.2% ذكروا احداث البقيعة و68.5% ذكروا مشاكل الخرائط الهيكلية.
أظهر المشاركون استياءهم شبه التام من وضع التربية والتعليم لدى الطائفة الدرزية.
أما بالنسبة لمسألة التجنيد الإجباري لدى الدروز، فظهرت نتائج مفاجئة:
فقط 36.1% يؤيدون التجنيد الإجباري، بينما 46.6% قالوا إنه يجب جعل التجنيد تطوعيًا و17.3% قالوا إنه يجب ابطال والغاء التجنيد كليًا.
اما بالنسبة للهوية فجاء الرد على السؤال: ما مدى أهمية الهويات التاليّة عندك:
فاتضح أن 81.4% أعطوا مدى أهميّة لانتمائهم المذهبي. و-64.4% أعطوا مدى أهمية لانتمائهم العربيّ. و 58.9% أعطوا مدى أهميّة لانتمائهم للجنسيّة. و32.7% أعطوا مدى أهميّة لانتمائهم الفلسطيني.
فيما يخص التواصل: 41% رأوا أن حرية التواصل مع الأهل في الدول العربيّة إيجابيا. 32% رأوا أن لا تأثير لذلك لا سلبا ولا إيجابا و27.2% رأوا لذلك تأثيرا سلبيّا.
اما في الإطار الاجتماعي: فقال 86.6% انه يحق للنساء الدرزيات الحصول على الميراث.95.5% مع عمل المرأة داخل القرية، 81% مع حصول المرأة على رخصة قيادة، و69% مستعدون للتصويت لامرأة لرئاسة مجلس محلي.”
أفلم يطّلع الكتّاب، وعلى الأقلّ المحليّون، على هذه الدراسات المتوفّرة وقبل أن يخبطون خبط عشواء وهم يكتبون عن الدروز؟!
المصدر | جريدة “الأنباء” الالكترونية
+ لا توجد تعليقات
أضف لك