إعداد: الباحث / أحمد محمد زين الدين
طالب دكتوراه في العلوم السياسية في المعهد العالي للدكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية والإدارية والاقتصادية في الجامعة اللبنانية.
E-mail: a.z.d1995@outlook.com
https://orcid.org/0009-0002-4840-1973
تاريخ الاستلام: 2024/8/6 تاريخ القبول: 2024/8/26 تاريخ النشر: 2024/9/15
ملخص
تعود جذور الهوية التقليدية لليابان إلى العصور القديمة حيث تأثرت بشكل كبير بالديانات الشنتوية والبوذية، والنظام الإقطاعي، والفنون التقليدية مثل الساموراي والشعر الكلاسيكي وفنون الشاي. هذه العوامل شكلت جزءًا كبيرًا من الثقافة اليابانية، مما أعطى اليابان هوية فريدة تقوم على القيم الجماعية، الانضباط، التقدير العميق للطبيعة، والالتزام بالتقاليد.
بعد فترة العزلة التي انتهت في منتصف القرن التاسع عشر مع وصول الكومودور الأمريكي ماثيو بيري، شهدت اليابان فترة انفتاح كبيرة على العالم الخارجي. بدأت عملية التحديث خلال عهد الإمبراطور ميجي، الذي تبنى سياسات إصلاحية واسعة النطاق تهدف إلى تحويل اليابان إلى دولة صناعية حديثة. تضمنت هذه الإصلاحات تعزيز التعليم، تحديث الجيش، وتبني التكنولوجيا الغربية.
رغم الانفتاح والتحديث السريع، تمكنت اليابان من الحفاظ على تقاليدها وهويتها الثقافية. فقد تم تحقيق توازن بين التقدم التكنولوجي والاقتصادي والحفاظ على التراث الثقافي. التعليم الياباني مثلاً يمزج بين الأساليب الحديثة والتقاليد القيمية، حيث يتم تعليم الطلاب على احترام القيم التقليدية مثل الانضباط والعمل الجماعي.
في تقييم هذا الانفتاح، يمكن القول إن اليابان نجحت في تطوير قطاعاتها الاقتصادية والتكنولوجية بشكل ملحوظ، مما جعلها واحدة من القوى الاقتصادية الكبرى في العالم. ومع ذلك، لم تتخلَ عن جذورها التقليدية بل استمرت في الحفاظ على تراثها الثقافي وتعزيزه من خلال الفنون، المهرجانات التقليدية، والممارسات الاجتماعية التي تعكس الهوية اليابانية. هذا الانسجام بين الحداثة والتقاليد يعد أحد العوامل التي تميز اليابان وتجعلها نموذجاً فريداً في تحقيق التوازن بين التطور والحفاظ على الهوية الثقافية.
الكلمات المفتاحية: اليابان، هوية، جذور، تقليد، تحديث
للاقتباس: زين الدين، أحمد محمد، دراسات في الفكر السياسي «بناء الهوية في اليابان»، مجلة القرار للبحوث العلمية المُحكّمة، المجلد الثالث، العدد 9، 2024، ص-ص 1085-1054.
+ لا توجد تعليقات
أضف لك