إعداد | د. زهير خريبط خلف:
تشكل الجرائم الالكترونية واحدة من أخطر صور الإجرام في العصر الحالي، نظرا لارتباطها الكبير بالتطور التكنولوجي الحاصل على مختلف الأصعدة.
وتعد الجرائم الإلكترونية جريمة ضد أجهزة الكمبيوتر ونظام المعلومات بهدف الحصول على وصول غير مصرح به والتحكم في الجهاز أو حرمان المستخدم أو المالك الشرعي من الوصول إلى النظام. كما قد يتم ارتكابها ضد الأشخاص من خلال الاستعانة بهذه الأجهزة والأنظمة لتشكل جرائم خبيثة شكلت معضلة للدول التي تسعى جاهدة لمكافحتها.
ويعد كلا من جريمتي الاحتيال الالكتروني والذم الالكتروني من الأمثلة البارزة على هذا النوع من الإجرام المستحدث، حيث تعد صور جديدة لجرائم كلاسيكية كانت معروفة مسبقا.
وتتطلب هذه الجريمة كغيرها من أنواع الجرائم، توفر الركنين المادي والمعنوي، مع السعي الدائم للدول من أجل الحفاظ على مبدأ الشرعية من خلال تكريس الركن الشرعي لها عبر تجريم مختلف الأفعال المؤدية لها.
كان لحصول التطور التكنولوجي المعاصر وسيطرته على المجتمعات في كافة نواحي الأحياء، آثار إيجابية كثيرة، تمثلت على سبيل المثال وليس الحصر بانتشار في التقنية العالية، من برامج متقدمة، وحسابات آلية، أو الحاسب الآلي، وشبكات اتصال، ساهم في تقريب المسافات بين ملايين من البشر، وخلق فرصا جديدة سهلت من عملية الوصول إلى المعلومات، وتبادلها، حتى أصبح يسمى هذا العصر، بعصر المعلومات.
فالكمبيوتر على سبيل المثال الذي زادت أهميته نتيجة التطور التكنولوجي الضخم، في شتى مجالات الحياة المعاصرة، فلم يعد يوجد فرع من أي نشاط إلا ويستخدم في معاملاته الكمبيوتر ومن أكثر الأنشطة التي تستخدم الكمبيوتر البنوك والشركات والهيئات والمطارات وغيرها، بل هناك من يرى بان المجتمعات المعاصرة ستصوت قريبا من خلال جهاز الكمبيوتر مباشرة.
ومن ناحية ثانية، وللأسف، فقد أنتج هذا التطور أنواع جديدة من الجريمة تسمى الجريمـة الإلكترونيـة cyber crimes، فقد أثر هذا التطور بخلق فرص جديـدة للمجـرمين، حيث مكنت مجرمي الفضاء الإلكتروني من تصفح الأنترنت وارتكاب جرائم مثل القرصنة، والاحتيال، والتخريب للكمبيــوتر، والإتجار بالمخدرات، والتعامل في معلومات العدالة، والمواد الإباحية، دون القـبض علـيهم أو الكشـف عـن جرائمهم، فشكلت بالتالي أنمـاط جديـدة ومتعددة من الإجرام المستحدث، كان أبطالها لصـوص الحاسـب الـذين يـدخلون إلـى أنظمـة الحاسـب وقواعـد المعلومات ويسـرقونها، أو يعبثون بها، والجرائم التي تخترق الحماية الأمنية في النظم القانونية حيث يتم تجنب العقاب فيها.
المصدر | مجلة القرار للبحوث العلمية | العدد السادس | المجلد الثاني | السنة الأولى | حزيران (يونيو) 2024 | ذو الحجة 1445
+ لا توجد تعليقات
أضف لك