إعداد | الدكتور حسن محمد احمد:
عملت إِيران بَعد إِنْتِصَار الثَّورة الإِسلاميَّة عَلَى تقَوِيَّة بناها العَسْكَرِيَّة وكل البنى الَّتِي تحتاجها الدَّولة، ومن هَذِهِ البنى كان البرنامج النَّوَوي الإيراني، لأنّ إِيران تدرك أنّ هذا البرنامج يعزز مكانتها عَلَى المُسْتَوَى الوطني والخارجي.
لّقَد أرادت الصِّين وبالتَّعَاون مع إِيران الَّتِي أنّتهجت نهجًا ممانّعًا ومواجهًا لسياسات الهَيْمَنَة الأَمرِيكيَّة أنّ تَعْمَل عَلَى تَحقيق شراكات دوليَّة بدلًا من التوترات الدّولية الَّتِي فرضتها الوِلاَيَات المُتَّحِدَة.
إنّ العلاقات الصِّينيَّة الإيرانيَّة شَكَّلَت تحديًا لِلْهَيْمَنةِ الأَمرِيكيَّة، ومسارًا استراتيجيًا فِي تغيير النَّسق الدّولي، سواء فِي العَمَل الثُّنَاِئي أو من خِلَال العَمَل الإقليمي والدّولي، وقد شكل البرنامج النَّوَوي الإِيراني محورية لإِيران فِي الإقليم ويدًا للصِّين فِي الحُضُور الدّولي، وقد شكل التعاون بين البلدين تحدٍ للهيمنة الامريكية، وآلية للمواجهة حيث يسعى البلدان الى بناء نظام عالمي جديد قائم على التعددية وبعيداً عن الهيمنة والتبعية والأحادية وقد كان البرنامج النووي الايراني احد ابرز الملفات على الساحة الدولية في مطلع القرن الحالي ومازال حتى الآن، مما اعطى هذا التعاون قيمة استثنائية.
وعليه سنتناول فِي هذا البحث التَّعَاون الصِّيني الإيراني فِي البرنامج النَّوَوي الإيراني ولا سيّما فِي ضوء قانون عدم الإنتشار ومفاوضات الوكالة الدّولية لِلطَّاقَةِ الذَّريِّة وما قدمته الصِّين لإِيران من مساعدات صينية للبرامج النَّوويَّة الإيرانيَّة وكذلك السياسات الصِّينيَّة فِي الملف النَّوَوي الإيراني فِي مَجْلِس الأَمن وَعَلى السَّاحة الدّولية وصولاً إلى اتفاقية الاطار الموقعة في العام 2015 .
المصدر | مجلة القرار للبحوث العلمية | العدد السادس | المجلد الثاني | السنة الأولى | حزيران (يونيو) 2024 | ذو الحجة 1445
+ لا توجد تعليقات
أضف لك